الهاتف الذكي يتنصت علينا: حقيقة أم خيال؟

هل الهاتف الذكي يتنصت علينا، هل حاولت مرات كثيرة أن تتحدث عن منتج ترغب في شرائه أو رحلة تود الذهاب إليها مع أحد أفراد عائلتك أو مع أصدقائك، وخلال ثواني، انهالت عليك إعلانات حول هذا المنتج على هاتفك الذكي سواء كنت تتصفح جوجل أو على الشبكة الاجتماعية فيسبوك. حسنا، لست وحدك. مرّ الجميع بنفس التجربة، وجميعنا كان لدينا نفس الإستنتاج، الهاتف الذكي يتنصت علينا ويستمع لأي شئ نقوله دون أن ندري، ولكن وفقا لتقرير جديد، الهاتف الذكي لا يستمع إليك أو يتصنت عليك، تابع قراءة هذا المقال لأننا سوف نتعرف على الحقيقة وسوف نعرف ما إذا كان الهاتف الذكي يتنصت بالفعل علينا أم أن الأمر مجرد خيال.

متى ظهرت أسطورة تنصت الهاتف على صاحبه

يمكن القول بأن اسطورة تنصت الهاتف الذكي على صاحبه هي واحدة من أشهر الأساطير انتشارا، ولما لا وقد تحول الأمر خلال الآونة الأخيرة من مجرد هاجس إلى شيء حقيقي عندما قامت شركة CMG Local Solutions المختصة بالتسويق بـ “ركوب الموجة” والإدعاء بأن هواتفنا تتجسس علينا وتستمع لما نقوله لكن تم دحض هذا الأمر من قبل شركة 404 Media التي أوضحت أن الهاتف لا يستمع لما تقوله، ومع ذلك، أصل تلك الأسطورة ظهر منذ وقت طويل، وتحديدا في منتصف عام 2016، عندما ظهرت مراسلة على أحد القنوات التلفزيونية وهي تُخبر آلاف المشاهدين بأن فيسبوك يمكنه الإستماع لمحادثاتهم. ثم تبعه مقال في نفس العام بعنوان “الفيسبوك لا يراقب هاتفك الخلوي فحسب، بل يستمع إليه أيضًا”. تم حذف المقال بسبب المعلومات المغلوطة التي قدمها واختفى من على الإنترنت وحتى من ذاكرتنا إلا أن الأسطورة لا تزال محفورة بحروف من ذهب في أدمغتنا على الرغم من مرور كل تلك السنوات.
الهاتف الذكي يتنصت علينا: حقيقة أم خيال؟

لماذا في عام 2016؟

الهاتف الذكي يتنصت علينا: حقيقة أم خيال؟ 1

قد تتسائل لماذا ظهرت اسطورة تنصت الهاتف علينا في عام 2016، ويمكن القول بأنه لم يكن من قبيل المصادفة لان هذا هو الوقت الذي بدأ فيه فيسبوك تكثيف إعلاناته المستهدفة وفي شهر أغسطس من نفس العام، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الشبكة الإجتماعية قدمت المزيد من البيانات الشخصية الخاصة بمستخدميها للمعلنين (تقريبا 98 فئة بيانات جديدة) والتي تضمنت العمر والجنس والعرق وحتى قيمة المنزل. وخلال فترة وجيزة، دخلت قيمة فيسبوك نادي التريليون دولار. ولعل ذلك يرجع إلى إعلاناتها المستهدفة ولهذا تحب شركات التسويق العمل مع فيسبوك لأنه لا يكترث بالخصوصية ويقدم بيانات مستخدميه على طبق من ذهب.

فضيحة فيسبوك

على الرغم من انتهاك فيسبوك لخصوصية مستخدميه إلا أن الأمر أصبح مخيفا إلا أن تم الكشف عن فضيحة تورطه مع شركة كامبريدج أناليتكا بعد عامين تقريبا من ظهور شائعة تصنت الهاتف على صاحبه، في تلك المرحلة، لم يكن من المستبعد جدًا أن يعتقد الناس أن فيسبوك كان يستمع أيضًا إلى ميكروفون هاتفك. لقد أساءوا بالفعل استخدام خصوصيتك أكثر من أي شركة أخرى، لذا اقتنع الكثير بأن الهاتف يستمع لما نقوله ويتجسس علينا بسبب فيسبوك ولكن ما زاد الطين بلة أن موقع Vice نشر مقالا في نفس العام بعنوان “هاتفك يستمع والأمر ليس مجرد بارانويا (ارتياب أو شك)”، واتضح أم ما يقصده المقال أن الهاتف لا يقوم بتسجيل ما تقوله ويتجسس عليك، ولكنه ينشط ويستمع إليك عند تشغيل مساعد جوجل أو سيري.
الهاتف الذكي يتنصت علينا: حقيقة أم خيال؟

هل الهاتف الذكي يتنصت علينا؟

لا يزال موضوع استماع الهواتف الذكية لمحادثتنا والتنصت علينا، مشكلة تسببت بجدل واسع وآراء متباينة وحتى الآن لا يوجد دليل قاطع على أن هواتفنا الذكية يمكنها التصنت علينا دون أن ندري. إذا قد تقول وماذا عن الإعلانات التي تظهر عندما أتحدث عن شئ ما، والحقيقة أن سبب ظهور إعلانات حول أي شئ تتحدث عنه لا يعني أن هاتفك يستمع لمحادثاتك، لنفهم ما يحدث بالمنطق، أين ترى الإعلانات التي تستهدفك عندما تحاول التحدث عن منتج أو خدمة ما، الإجابة في إعلانات فيسبوك وجوجل.
هل يتجسس الهاتف علينا؟
حسنا، لما لا تحاول التركيز قليلا والعودة للوراء، هل ذكرت في محادثتك مع العائلة أنك تُفكر في الذهاب لقضاء بضعة أيام في دبي أو ربما عمل عُمرة في السعودية، السؤال التالي، هل حاولت البحث عن سعر رحلة الطيران للإمارات على جوجل أو هل سألت سيري عن أفضل شركة لحجز رحلة معها، هل قمت بالبحث عن أفضل الفنادق في مكة على إنستجرام أو شاهدت صورا للمطاعم المميزة في دبي، إذا كانت الإجابة هي نعم، يجب أن تكون على دراية بأن أي شئ تفعله على هاتفك يتم بيعه للمعلنين من أجل استهدافك بالإعلانات حتى سجل البحث وملفات تعريف الإرتباط يتم استغلالها من أجل تتبعك وإمطارك بالإعلانات المستهدفة، لذلك لا يحتاج فيسبوك أو جوجل للتصنت عليك من خلال مايكروفون الهاتف، لديهم كل شئ عنك ويعرفون عنك أكثر مما تعرفه عن نفسك.

وتأكيدا لما استعرضناه في المقال، قام باحثون من جامعة نورث إيسترن بتحليل واختبار تلك الأسطورة في عام 2018 ووجدوا أنها غير صحيحة تماما. لقد اختبروا فيسبوك وإنستجرام وأكثر من 17000 تطبيق آخر، ولم يجدوا أي حالات تقوم فيها تلك التطبيقات بشكل غير متوقع بتنشيط الميكروفون الخاص بك والتجسس عليك. لذا لا داعي للقلق من هاتفك الذكي والأمر الذي يجب أن تقلق بشأنه هو أن المعلنين لا يحتاجون إلى الإستماع لما تقوله، لأنهم يعرفون كل شيء عنك بالفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *