5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا

الذكاء الاصطناعي سيستبدلنا، لن نستمر في اعمالنا، هناك برنامج ما سيقوم بهذا العمل بدلًا منا، نسمع الكثير من الصياح في شأن الوظائف التي قد يخفيها ويسيطر عليها الذكاء الاصطناعي ولا دليل على ذلك بعد، فكرة وجود برنامج يقوم بالمهام عوضًا عنك رغم التقدم الذي وصلنا اليه الآن لازالت فكرة غامضة وبها الكثير من الثغرات الي تبين ان هذا صعب الحدوث وان حدث قد لا يستمر، سنعرض في هذا المقال 5 أسباب تجعل الذكاء الاصطناعي غير قادر على استبدالنا في وظائفنا.

5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا

الذكاء الاصطناعي يتعلم

اول سبب هو ان الذكاء الاصطناعي لازال يتعلم مننا ما يفعل، لننظر الى ادوات التصميم مثلًا، اداة مثل أداة Midjourney لا تملك علامة مُسجلة لطريقة التصميم او الرسم خاصة بها، بل هي تستمد طرق الرسم والتصميم من مصادر اخرى ومن ثم تُعيد استغلالها لتقديم ما تريده، التطوير الذي يحدث في هذه الأداة يحتاج منك ان تخبرها بالتطوير، ان توصف بشكل اكبر فتتعلم الأداة ما تفعل، لكن ان ازلنا المستخدم من المعادلة فهذه الأداة لن تتطور بالتالي ستصل الى مرحلة انها ستكرر تصميماتها ولن تبتكر، وانا كعميل اريد تصميم خاص بي لن احب ان اعتمد على أداة تُكرر تصميماتها.

5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا 1

مثال آخر في هذه النقطة الكتابة، انا كاتب فهل سيستبدلني شيء مثل ChatGPT؟ اذهب واسأل ChatGPT عن Samsung Galaxy S23 Ultra سيُخبرك بأنه لا يعرف أي شيء عن أي اخبار بعد عام 2021 لأن ذاكرته تتوقف هناك، تريد معلومات بعد ذلك يجب ان تلجأ لـBard وBing Chat الذين يحصلون على معلوماتهم من كاتب آخر بشري، يتعلمون منه، ان استعملت ChatGPT او Bard او Bing Chat في كتابة تقاريرك المدرسية او في عملك او في أي شيء أيضًا لن تحصل على افضل تجربة لأنه لازال على هذه البرامج التعلم منك للوصول الى افضل شكل ممكن لما تريد، انا كنت استعمل Bard وChatGPT في كتابة تقاريري الجامعية وكنت اقوم بالتعديل ورائهم بعد ذلك، طالما ان الذكاء الاصطناعي يتعلم فقط فلا يستطيع استبدال البشر

ليست كل الوظائف سهلة له

هناك وظائف لا يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي استبدال البشر بها، مثل المونتاج تحديدًا في جزئية مثل ضبط الفيديوهات وقطع الأجزاء الزائدة من الفيديو وضبط الأصوات والضوء، كل هذه النقاط العنصر البشري هو الأمثل في أدائها وستكون هناك أخطاء كارثية من البرامج في هذا المجال، لا يمكن مثلًا ان يتم مونتاج مسلسل تلفزيوني او فيلم كامل باستخدام الذكاء الاصطناعي فقط، سيفشل في ذلك وسيخرج بأخطاء كارثية للغاية.

5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا 2

هذا ولم اذكر الوظائف في ارض الواقع، لن تستبدل الأطباء مثلًا بأذرع آلية تعمل مكانه في الجراحات يجب ان يكون هناك جراح بشري يعمل بنفسه، لن تستبدلهم في استكشاف الأمراض بسهولة، والعديد من المجالات الأخرى التي ستحتاج بها البشر، حتى الوظائف الخطرة كإطفاء الحرائق او البناء تستطيع استخدام روبوتات ذكية بها بدلًا من البشر، لكن حتى بتدعيم هذه الروبوتات بالذكاء الاصطناعي ستحتاج ان تتعلم من البشر كل شيء وستحتاج الى توجيه بشري، حتى ان أهداف التنمية المستدامة التي يتبعها العالم مبنية على فكرة ضم الروبوتات الى جانب البشر لتقليل الخطر على البشر أنفسهم.

الذكاء الاصطناعي يفتقر الى الذكاء العاطفي وبعض المهارات

الذكاء العاطفي، هل سمعت عن ذلك؟ ان صارت الروبوتات مطابقة لنا بنسبة 100% فهذه النقطة هي التي ستجعلك دائمًا افضل من الروبوتات، الذكاء العاطفي هو امكانية البشري ان يفهم مشاعر الشخص الذي امامه وان يفهم أفكاره وبما يشعر وكيف يساعده، هذه نقطة مهمة جدًا في شيء مثل خدمة العملاء، ان تصل بالشخص الذي يحادثك الى نقطة من الهدوء العقلي ليصف مشكلته لك وليصف ما يضايقه من خدمة او شركة او أي شيء بسهولة ليس أمرًا هينًا ولا يستطيع برنامج او تطبيق القيام بذلك، ليست في خدمة العملاء فقط بل حتى في التواصل مع العملاء، لنقل انك مصمم، لن تشعر بأهمية واقتران التصميم بالعميل الا عندما تفهم تعبيرات وجهه ومشاعره ناحية التصميم بالتالي لن تصل الى مرحلة ترضيه ان لم تفهم هذه المشاعر، نفسية الإنسان معقدة للغاية ولأن يفهمها برنامج؟ امر مستحيل

5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا 3

أيضًا المهارات الخاصة الـSoft skills التي يتمتع بها البشر، هي حصرية للبشر، المهارات الذاتية والخاصة مثل العمل الجماعي مهارات يحتاج العنصر البشري الى تطويرها بناء على البيئة التي يقع بها لينجح فيها، تصور ان تكون انسانًا لا تمتلك المهارة على تقديم عروض تقديمية، ووظيفتك تقول بأن لديك عرض تقديمي كل شهر مثلًا، ان اردت النجاح في الوظيفة يجب ان تطور الـPresentation skills الخاصة بك، مهارة مثل العمل الجماعي يجب ان تتطور ولا تتوقف عن التطوير بداخلك بلا نهاية، هذه مهارة لا تموت، في حالة الذكاء الاصطناعي مثلًا ان اردت لعدة انظمة ان تعمل معًا في بيئة جماعية، رغمًا عنك تضطر ان تُحدد لهذه البرامج نطاق معين ومستوى معين من العمل لا تترك لهم مجالًا للتطوير، لأنك اذا تركت مجالًا للتطوير ستحدث اخطاء كبيرة.

أبسط مثال على ذلك فخطوط الانتاج التي تعتمد على الأذرع الآلية تعمل بنوع من الذكاء المُقيد، ان تركناهم بلا قيود وقررت أحد الأذرع ان تعمل بسرعة اعلى، بدلًا من انهاء 50 قطعة في الساعة ستنتج 100، ها هي تطورت، باقي خط الانتاج قد لا يستطيع مواكبة هذا التطور فبدلًا من ان يساعدها في انتاج 100 قطعة فعلًا سيحدث نوع من عدم التواصل مما يؤدي الى انخفاض الانتاج، بدلًا من 50 قطعة في الساعة صار الإنتاج 25 قطعة فقط.

الذكاء الاصطناعي يُحسن المهارات البشرية لا ينافسها

احد الوظائف المُهددة بالذكاء الاصطناعي على سبيل المثال هي الكتابة، انت تقرأ مقالي هذا وفي يوم من الأيام قد يكتبه الذكاء بدلًا مني، لكن هل سيخرج المقال بشكل ممتاز منه؟ في الواقع نعم لكنه سيفتقر الى جوانب إبداعية نحاول نحن ككُتاب ان نضيفها في مقالاتنا، في نفس الوقت ان استبدلنا كل الكُتاب ببرامج ذكاء تكتب هي ستجد تشابهًا كبيرًا في المحتوى وشكل المقال وامكانية قراءته، الكاتب يراعي كل ذلك لأنه يمتلك نظرة القارئ مع نظرة الكاتب، ليس كالبرامج، يمكن للبشر استغلال الذكاء هنا لتحسين مستواهم هم، كأن ينظم لهم المقال وينظم أفكارهم، ومن ثم تأتي اللمسة الإبداعية في المحتوى وفي الكتابة من الكاتب البشري نفسه.

5 أسباب تجعل من المستحيل على الذكاء الاصطناعي استبدالنا 4

يجب ان تراجع وراء الذكاء الاصطناعي

كما قلنا في بداية المقال الذكاء الاصطناعي يتعلم من البشر، تصور ان تزوده انت بمعلومات خاطئة، هل سيصل بك الى الإجابات الصحيحة؟ في الواقع لا، أحد هذه الأمثلة هو تصميم الأجزاء الميكانيكية، بعض المراجع مناسبة لتطبيقات معينة، ان استخدمت مرجع غير مناسب في عملية التصميم سينكسر الجزء الذي صممته، وهذا شيء كنت أدرسه بنفسي بأني لا استطيع استخدام هذا القانون لهذه الحالة ولا استطيع تعميم هذا القانون في عملية التصميم وغيرها من الأمور التي يجب مراعاتها.

تعاون مع الذكاء الاصطناعي لا تخف منه

المستقبل ليس لبرامج الذكاء الاصطناعي، لن يتم فصلك لتوظيف تطبيق، بل سيتم فصلك لتوظيف موظف يستعمل هذا التطبيق، تعود ان تتعاون مع الذكاء الاصطناعي وتعلم منه ما يُحسنك في عملك ويسرع انتاجيتك؛ ان سألت أي مدير لشركة ما هو هدفك النهائي من كل هذا العمل والمهام فسيخبرك بأن هدفه الربح، يريد ان يرى ارباح شركته في ازدياد وفقط، لا يريد ان يرى خسائر، انت تتعلم وتحصل على امتيازات في الشركة وتحصل على راتب مقابل ان تُنتج وتُنجز ما هو مطلوب منك، ان كنت لا تستطيع ان تُنتج بسرعة كافية ومناسبة فهو أمر طبيعي ان تتركك الشركة لأنك ستكون مصدر للخسائر في هذه الحالة، فتعود ان تتعاون مع الذكاء على انتاجك ولا تخف منه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *