كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟

تأثير الشركات الصينية الإيجابي على سوق الهواتف المحمولة
محمود هاني 12 أغسطس,2021

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية، مقالي السابق حول هذه الشركات بالطبع كان المقال الذي يهاجم هذه الشركات بضراوة، يهاجم سياسات كلنا نعلم ان هذه السياسات ذات تأثير سلبي كبير على السوق، لكن دعنا لا ننسى التأثير الإيجابي، لكل أمر في الدنيا إيجاب وسلب، تحدثنا في مقال سابق عن التأثير السلبي، وكيف كانت الشركات الصينية أحد أسباب دمار السوق المصرية تحت 10 آلاف جنيه، لكن السوق لم تتدمر بالمعنى الحرفي، وفي هذا المقال سنقول كيف ان هذه الشركات هي السبب في إعادة إحياء هذا السوق من البداية، كيف أثرت الشركات الصينية بالإيجاب على سوق الهواتف في مصر؟ تابع معنا

سوق الهواتف الذكية قبل الشركات الصينية

لا أعلم ان تتذكر، لكن منذ زمن قبل وجود شركات مثل شاومي وريلمي واوبو كانت خيارات الشراء سيئة نوعًا ما، كثيرًا، كنت تجد هواتف بمعالجات Snapdragon 600 مثلًا بسعر يصل الى 10 آلاف جنيه، كنت لتشتري هاتفًا يعمل بأداء ممتاز عليك بهاتف رائد، لا تشتري هاتفًا متوسطًا ستعاني من البطارية ومن ضعف الأداء، ستعاني من كاميرات تحت المستوى المطلوب، كانت نقطة واحدة فقط جيدة، الخامات، وكانت خياراتك ما بين Samsung باهظة الثمن، او HTC ليست الأمثل، او Sony جيدة ولكن، حتى ظهرت infinix و Tecno، كان ظهورهما بتأثير لا يمكن تجاهله، لانعدامه في الأساس، أتذكر هاتفًا مثل J7 Prime باهظ الثمن، بمعالج لم نسمع عنه في طبق اليوم، او Galaxy J6 أيضًا، هواتف سيئة بمعايير اليوم، وقتها كانت سيئة لكن لم يكن هناك غيرها.

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟ 1

ظهور الهواتف الصينية بداية من شركة هواوي لم يكن ذا تأثير كبير في البداية بسبب ان الهواتف الخاصة بها كانت في نفس مستوى المواصفات والسعر الذي قدمته الشركات الأخرى، لكن كان ظهور شاومي هو الظهور الذي غير السوق المصرية تمامًا، الظهور الذي أعطى للشركات الصينية كلمتها في مصر، هي التي تسببت في تغيير معايير التسعير في مصر تمامًا، شاومي هي الشركة التي أدخلت معالجات Snapdragon 600 في فئة سعر تحت 4000 جنيه، لكن هذه فقرة أخرى، فلذلك أريدك ان تعلم هنا ان الشركات الصينية كانت بذرة لعالم جديد وحقبة جديدة في سوق الهواتف المصرية.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – المواصفات والسعر

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟ 2

الشركات الصينية لم تكن غير ذات تأثير إيجابي على هذه النقطة، أتذكر في عام 2018 أصدرت سامسونج جهاز Galaxy A8 Plus، هذا الهاتف وصل سعره الى 10 آلاف جنيه، كان بمعالج Exynos 7885 الذي كان يقدم أداء أضعف من فئة snapdragon 700، كان ببطارية لا تصمد طول اليوم، كاميرا واحدة فقط، كان المميز به وجود شاشة AMOLED وشحن سريع والكاميرا نفسها كانت جيدة، لكن بسعر 4222 جنيه شاومي قدمت Redmi Note 5 بمعالج أقل بنسبة بسيطة في الأداء، وبطارية أكبر وشحن سريع وكاميرا مزدوجة، كانت المواصفات متقاربة بين الجهازين، وفارق السعر يصل الى 6000 جنيه.

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟ 3

تعال الآن لعام 2021، الآن سامسونج أصدرت Galaxy A52 بمعالج snapdragon 720G، بعدما كانت تتحفنا بأجهزة غير قابلة للاستعمال في هذه الفئة، فكرة المواصفات مقابل السعر تغيرت فصرنا نجد معالج من فئة 800 من شركة كوالكوم تحت 10 آلاف جنيه، هل تتذكر pocophone f1؟ وهناك هذا العام Poco X3 Pro و Poco F3 فئة 800 الأقوى صارت تحت 8000 جنيه، ان فكرنا بهذا الأمر من عدة أعوام كنا سنجد هواتف بهذه المعالجات ولكن فوق الـ10 آلاف جنيه فقط، لكن لم تكن لتهبط لتحت الـ8000 جنيه، الشركات الصينية وخاصة شاومي أثرت في التسعير بهذا الشكل، خلقت نظامًا جديدًا للتسعير.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – التنافسية

منذ عدة أعوام كانت هناك 3 شركات فقط هم البارزين عن باقي الشركات، سامسونج وسوني و HTC، لم يكن هناك تنافس، لم تكن هناك شركات أخرى تنافسهم، وجود الشركات الأخرى كان بعيدًا عن المنافسة بشكل كبير، لا مواصفات ولا سعر ولا مميزات ولا شيء يجعلك تفكر في شركة خارج الـ3 شركات الأكبر، الآن في نفس الفئة، في نفس النطاق السعري ستجد Oppo وشاومي و Realme وسامسونج وستجد من كل شركة بدلًا من هاتف واحد هناك 2 و3 وهناك منافسة، لا تحب شركة اتجه للأخرى، تبحث عن ميزة معينة في هاتفك؟ ستجدها وسط الـ10 هواتف في نفس الفئة.

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟ 4

فكرة التنافسية التي وضعتها الشركات الصينية لن تكون ممكنة بدون وجود عدة هواتف من عدة شركات في نفس الفئة، لن تكون ممكنة بدون اختلافات الأجهزة التي وضعتها هذه الشركات، في فترة كنا نجد ان كل الهواتف متشابهة -وهذا لم يتغير- وان كلهم يقدمون نفس التجربة، التجربة الآن تغيرت، التجربة الآن مختلفة بنسبة 100%، كل هاتف له ميزة، كل هاتف يخدم فئة معينة من المستخدمين، كل هاتف له روحه الخاصة، انا مثلًا اشتري Samsung لحبي لواجهتها، انت ستشتري شاومي لحبك لمواصفاتها، صديقك؟ اشترى Oppo هو يحب الشركة، هناك هاتف لكل شخص ومواصفات لكل انسان.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – تبعات التنافسية

قلنا هناك تنافسية يجب أن يكون لديها تبعات، تبعات التنافسية عليك كمستخدم انك أمامك خيارات مختلفة للشراء، ما علينا من تأثيرها عليك أريد ان ادرس هنا تبعات التنافسية على الشركات، سأسألك سؤالًا، ما هدف الشركات من الهواتف؟ لماذا تصدر الشركة كل عام او كل فترة هاتفًا جديدًا وتعيد تجديد سلاسلها؟ الإجابة بسيطة، لكي تحصل على أموالك، الشركات تريد أموالك فتصدر كل عام هاتفًا جديدًا او عدة هواتف جديدة لتحصل على أموالك وأموال غيرك، الشركة لا تريد ما تريده انت، وبما ان حصولها على اموالك يحتاج ان تركز على ما تحتاجه فالشركة ستتبع ما تحتاجه كمستخدم، وستحاول ان تقدم ما تريده انت على عكس باقي الشركات، منذ أعوام كانت سامسونج و HTC و Sony وحدهم، الآن ماتت HTC واختفت Sony، تبقت سامسونج وظهر أمامها شاومي وريلمي واوبو وانفنكس، سامسونج تريد أموالك؟ فيجب أن تقدم لك شيء أفضل من منافسيها، لولا التنافسية لم تكن سامسونج لتقدم لنا 4 أعوام من التحديثات الأمنية، و3 من التحديثات الرئيسية، هاتف مثل S10 كان سيتوقف على Android 11 ولن يحصل على Android 12 كما وعدت سامسونج وهو هاتف رائد. تبعات التنافسية على الشركات في مصلحة المستخدمين في النهاية.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – اكتشاف فئات جديدة

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟ 5

فئاتنا السعرية اختلفت الآن، قديمًا تحت 3000 جنيه كانت تمتلأ بالهواتف التي لا يمكن استعمالها حتى، اليوم هناك هواتف عديدة -أبرزها Redmi Note 10– قابلة بشكل كبير للاستعمال كهواتف يومية بدون خوف من ضعف أداء، قديمًا كانت فئة تحت الـ2000 جنيه بلا روح تمامًا، الآن يصدر بها هواتف بسيطة تستطيع تقديم أداء مرضي، مثل Redmi 8a مثلًا، بسبب الشركات الصينية صارت هناك هواتف أكثر في أكثر من فئة، وصارت الفئات الميتة حية من جديد، لولا الغزو الصيني ما كنا لنجد هذه الفئات من جديد.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – إعادة تقسيم الفئات

العنوان غريب هنا، لكن دعني آخذك في جولة تاريخية نوعًا ما، منذ زمن كانت الخيارات محدودة في الفئات، واذا كان الهاتف لا يلبي احتياجاتك كنت ستحتاج لزيادة اموالك بشكل كبير لتشتري من فئة أعلى، دعنا نقسم الفئات بشكل عشوائي، كانت الفئات تحت 3000 جنيه، ومن ثم من 3000 الى 5000، ومن 5000 الى 8000، وحتى 10 آلاف جنيه، هذه هي التقسيمة التي كنا نعتمدها في الماضي، بسبب الشركات الصينية تغير الأمر، صارت كل 1000 جنيه تعبر عن فئة، ولها هواتفها، لم تعد تحتاج لأن تقوم بزيادة 2000 جنيه لتشتري هاتفًا جديدًا، قم بزيادة 200 فقط وستجد هاتفًا يلبي احتياجاتك، هذه هي تقسيمة الفئات الجديدة.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – المواصفات العليا في فئات منخفضة

كيف أعادت الشركات الصينية إحياء سوق الهواتف الذكية تحت 10 آلاف جنيه؟ 6

المواصفات العليا في الفئات المنخفضة كانت حلمًا، مثل معدل التحديث المرتفع، بصمات تحت الشاشة، الكاميرات المتعددة، كل هذه كانت حصريات للفئات العليا حتى جاءت الشركات الصينية وبدأت تغير هذا الأمر، صدرت الكاميرات المتعددة بسعر رخيص، رأينا سامسونج تُصدر بصمة تحت الشاشة في Galaxy A50، رأينا معدل التحديث المرتفع من Realme 6 و Redmi Note 10، حتى سامسونج لدينا A32 و A52 و A72 بشاشات اموليد بمعدلات تحديث مرتفعة ببصمة أسفل الشاشة، لم نكن نحلم بهذا بسهولة، والآن كل هذا في فئات سعرية منخفضة جدًا، كل هذا سهل الحصول عليه. الآن هناك كاميرات 108MP كهاتفي Realme 8 Pro و Redmi Note 10 Pro، الآن هناك كل شيء نحلم به.

تأثير الشركات الصينية على سوق الهواتف الذكية – الخلاصة

الشركات الصينية ساعدت السوق بشكل كبير، لولاها لأختلف الأمر بشكل كبير، لولا الشركات الصينية كنا خسرنا مواصفات لم نكن نحلم بها، كنا خسرنا منافسة تعود علينا بالنفع كمستخدمين، كنا ظللنا في نفس تقسيمة الفئات القديمة، كنا ظللنا بنفس المعاناة التي عانيناها في وقت ماضي، لا هواتف مناسبة، لا تقسيم جيد للفئات، هناك فئات أسعار ميتة، ومن يريد هاتفًا ممتازًا فليذهب لهاتف رائد، اليوم هناك هاتف ممتاز، وهو هاتف متوسط، هذه بصمة الشركات الصينية على السوق، هذه هي بصمتهم الإيجابية، فبالرغم من سلبيات هذه الشركات الا ان بصمتهم الإيجابية تستحق الاحترام.

اقرأ أيضًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *