
تصميم ويندوز 11 هو ما يمكن التعبير عنه بأنه الطبخة ذات الملح الناقص، والسكر الغير ضروري، كشخص يستعمل ويندوز منذ ان اشترى أول جهاز كمبيوتر له في عام 2006 او 2007 فدائمًا كان ويندوز هو خياري الأول للاستعمال بسبب انه هو الذي يعطيك كل شيء تحتاجه كمستخدم ولكن منذ ان قدمت مايكروسوفت واجهة Metro الجديدة في ويندوز 8 وبقايا هذه الواجهة تجري ورائنا حتى وصلنا الى ويندوز 11، ذلك النظام الذي قدم الـ Fluent Design او ما يُسمى بـ Mica ولكن يجب ان تظهر لمحات تصميم Metro في كل مكان في النظام بشكل عشوائي وغريب، ان قمنا بمقارنة هذا التصميم مع أنظمة أخرى مثل لينكس وماك، والتي أحب ان استعملها بعد الهراء التصميمي الذي قدمته مايكروسوفت.
نذكرك بتصميم Metro
تصميم Metro هو تصميم ويندوز 8 والذي كان يعتمد على تصميم مُسطح Flat بالكامل بألوان هادئة وبسيطة، مع الإعتماد على الزوايا الحادة بشكل أكبر، هذا التصميم كان مميزًا في عصره عندما كانت معظم التصاميم تميل الى الشكل الهادئ المُسطح والرسمي بعض الشيء، ولكن هذا التصميم بدأ بالإختفاء تدريجيًا مع ويندوز 10، وها هنا بعد فترة نستعمل ويندوز 11 ولازالت بقايا هذا التصميم موجودة في كل مكان في النظام.
تصميم ويندوز 11 بين الوعود والواقع
عندما أعلنت مايكروسوفت عن تصميم ويندوز 11 الجديد، وعدتنا بتجربة بصرية متناغمة وسلسة، واجهة مستخدم عصرية تجمع بين الجمال والوظائف العملية، لكن ما حصلنا عليه كان أشبه بمنزل فاخر تم الانتهاء من واجهته الأمامية فقط، بينما بقيت الغرف الخلفية على حالها القديم!
الكثير من مشكلاتي مع تصميم ويندوز 11 هي تفاصيل قد تبدو صغيرة للوهلة الأولى، لكنها تتراكم لتشكل تجربة مستخدم محبطة، كمهووس بالتفاصيل، أجد أن مايكروسوفت تتجاهل الكثير من النقاط الدقيقة في تصميمها الجديد، مفضلة التركيز على إضافة ميزات جديدة لامعة مثل ويندوز recall بدلاً من صقل ما هو موجود بالفعل.
لكنني اليوم قررت تسليط الضوء على هذه التفاصيل الصغيرة التي تجعل تصميم ويندوز 11 يبدو كلوحة فنية نصف مكتملة!
دليل المستخدم في تصميم ويندوز 11 عندما لا يعرف نظام التشغيل اسمك!
إحدى أغرب قرارات تصميم ويندوز 11 هي طريقة إنشاء مجلد المستخدم المحلي، تخيل أنك اشتريت جهازاً جديداً، وبكل حماس قمت بتسجيل الدخول باستخدام حساب مايكروسوفت، فقط لتكتشف أن النظام قرر استخدام الأحرف الخمسة الأولى من بريدك الإلكتروني – وليس اسمك – كمسمى لمجلد ملفاتك الشخصية!
إذا كان بريدك الإلكتروني على سبيل المثال هو “superdesigner@outlook.com” وأنت تسمي أحمد، فستقضي سنوات استخدامك لهذا الجهاز مع مجلد اسمه “super” في المسار C:\Users\super، هل هذا تصميم منطقي؟ كأنك اشتريت منزلاً جديداً ووضعت لافتة على بابه تحمل اسم شركة الاتصالات بدلاً من اسم عائلتك!
والمضحك في تصميم ويندوز 11 أنه لا يمكنك تغيير هذا المجلد لاحقاً، إنه قرار مؤبد، كأنك فى سجن! الحل الوحيد هو تجاهل الاتصال بحساب مايكروسوفت أثناء الإعداد واستخدام اسمك الحقيقي أولاً، ثم توصيل الحساب لاحقاً.
حتى نظام ماك – المنافس الأبدي – يسمح لك باختيار اسم المجلد بغض النظر عن طريقة تسجيل الدخول، هل هذا كثير على تصميم ويندوز 11 المتطور؟!
شريط المهام
أحد أهم عناصر واجهة المستخدم في أي نظام تشغيل هو شريط المهام، في تصميم ويندوز 11، تم تجديد شكله بالكامل، وإضافة تمركز الأيقونات، وتنعيم الزوايا… ولكن معاينات التطبيقات عند تمرير المؤشر فوقها تبدو كأنها نُسيت تماماً!
منذ ويندوز 7 (قبل أكثر من عقد!)، كنا نتمتع برسوم متحركة سلسة عند التنقل بين معاينات التطبيقات المفتوحة، أما في تصميم ويندوز 11 الحديث والمتطور، فهذه الرسوم المتحركة تظهر فقط عند تمرير المؤشر فوق التطبيق الأول، ثم تختفي عند الانتقال بين التطبيقات.
هل هذا ما يُسمى بـ “تجربة مستخدم متناغمة” في قاموس تصميم ويندوز 11؟ كأنك تشتري سيارة فارهة تعمل مصابيحها الأمامية فقط عند التشغيل الأول، ثم عليك التنقل في الظلام بعد ذلك!
الوضع المظلم في تصميم ويندوز 11
من أكثر الأشياء إحباطاً في تصميم ويندوز 11 هو الوضع المظلم الذي يبدو كأنه مشروع تخرج لم يكتمل، بعد عقد تقريباً من ظهور هذه الميزة في أنظمة التشغيل المختلفة، لا تزال مايكروسوفت غير قادرة على توحيد تجربة المستخدم.
عند تفعيل الوضع المظلم في تصميم ويندوز 11، تتحول بعض واجهات النظام إلى اللون الداكن بينما تبقى أجزاء أخرى على الوضع الفاتح، تخيل أنك في غرفة مظلمة، وفجأة تفتح نافذة خصائص ملف أو محرر السجل لتواجه شاشة بيضاء ساطعة تشبه وميض كاميرا في حفل زفاف مفاجئ!
من المثير للسخرية أن تطبيقات الجهات الخارجية تدعم الوضع المظلم بشكل أفضل من تطبيقات مايكروسوفت نفسها، تصميم ويندوز 11 في الوضع المظلم يشبه لوحة فنية رسم نصفها بالأبيض والأسود والنصف الآخر بألوان صارخة، ثم يُطلب منك الإعجاب بالتناغم البصري!
اعتدت الآن على هذه “المفاجآت الضوئية” في الساعة 1 صباحاً، شكراً لتصميم ويندوز 11 على هذا المنبه البصري غير المطلوب!
طريقة العرض والأسطح الافتراضية
من العناصر المهمة في تصميم ويندوز 11 ميزة طريقة العرض Task View والأسطح الافتراضية، ولكن هل جربت استخدامها على جهاز لا يحتوي على بطاقة رسومات خارقة؟ إنها تجربة تعيدك إلى عصر الإنترنت البطيء بمودم 56k!
تصميم ويندوز 11 في هذه الميزة يبدو وكأنه يكافح للتنفس عند عرض 15 إطاراً في الثانية – وهذا في أفضل الأحوال! عندما تفتح Task View لأول مرة بعد فترة من عدم استخدامها، قد ترى فقط 4 إطارات من الرسوم المتحركة، كأنك تشاهد عرض شرائح بطيء الحركة.
وعند التبديل بين الأسطح الافتراضية، يختفي شريط المهام ويظهر بشكل عشوائي، والانتقالات متقطعة كفيلم سينمائي قديم، هذا ما يقدمه تصميم ويندوز 11 المتطور في عام 2025! لو قيل لي إن هذه الميزة لا تزال في الإصدار التجريبي، لكنت صدقت ذلك دون تردد.
قائمة البدء والبحث
من أغرب قرارات تصميم ويندوز 11 هو فصل قائمة البدء عن البحث، رغم أن المنطق يقول إنهما وظيفتان مترابطتان، في الإصدارات السابقة، كان الانتقال بين القائمة والبحث سلساً ومنطقياً،
ولكن تصميم ويندوز 11 قرر وضع شريط بحث وهمي في قائمة البدء – نعم، وهمي! لأنه ليس شريط بحث حقيقي بل مجرد زر يفتح نافذة بحث منفصلة تماماً.
والأسوأ من ذلك، لا يوجد أي انتقال سلس بينهما، فجأة تظهر نافذة مختلفة الشكل والحجم، تماماً كما لو فتحت باب غرفتك لتجد نفسك في كوكب آخر! أين التناغم البصري الذي وعدنا به تصميم ويندوز 11؟ أين السلاسة والبساطة؟ فلسفة التصميم الحديث تقول إن الواجهات المترابطة وظيفياً يجب أن تكون مترابطة بصرياً، لكن يبدو أن مهندسي مايكروسوفت فاتتهم هذه المحاضرة!
الإعلانات، عندما ينسى تصميم ويندوز 11 ما تدفع ثمنه
من المزعج حقاً في تصميم ويندوز 11 هو تجاهله التام لما يستخدمه المستخدم بالفعل، كمستخدم مخلص لنظام مايكروسوفت البيئي – أدفع مقابل Microsoft 365، وXbox Game Pass، وأستخدم OneDrive وEdge وكل ما تقدمه الشركة – أتفاجأ بإعلانات تظهر باستمرار تطلب مني استخدام الخدمات التي أستخدمها بالفعل!
قد يهمك ايضًا: إليك كل ما تريد معرفته عن Microsoft Copilot الذكاء الاصطناعى من Microsoft
تصميم ويندوز 11 يشبه النادل فى المطعم يسألك باستمرار إذا كنت ترغب في طلب وجبة بينما أنت تتناول طعامك أمامه مباشرة! ألا يمكن لنظام ذكي مثل ويندوز أن يرى أنني مشترك بالفعل في هذه الخدمات؟ هذا النوع من التفاصيل في تصميم ويندوز 11 يجعل تجربة المستخدم تبدو غير شخصية وغير ذكية، رغم كل الحديث عن الذكاء الاصطناعي وتخصيص التجربة!
فى النهاية، رغم كل الانتقادات، يظل تصميم ويندوز 11 خطوة إلى الأمام مقارنة بالإصدارات السابقة، لكنه للأسف يشبه لوحة فنية جميلة لم تكتمل، أو سيمفونية رائعة تخللتها نشازات صوتية غير مقصودة، تصميم ويندوز 11 يعاني من عدم الاتساق والتناغم، الرسوم المتحركة غير مكتملة، الوضع المظلم نصف منفذ، العلاقة بين قائمة البدء والبحث معقدة، والنظام يبدو غير مدرك لما يستخدمه المستخدم بالفعل، إنها حالة غريبة من الجمال المجزأ!
مع كل هذه العيوب انا استعمل ويندوز 11، بسبب الألعاب؟ بسبب التطبيقات والدعم؟ لا أعلم، ويندوز 11 لازال هو النظام الأكبر بسبب راية الويندوز التي يحملها، في النهاية انا أحب التجربة المتكاملة التي لا أحصل عليها من شركة مايكروسوفت، لا أتعجب من ذلك هذه شركة كانت قديمًا تهتم بالتفاصيل وتُقدم تجربة نظام مثالية، الآن يبدو ان تركيز الشركة انتقل بعض الشيء الى دعم الإبادات والمجاعات والحصار وأشياء أخرى سيئة تتحول مايكروسوفت الى قموصة عندما نتحدث عنها، فليبقى السؤال المهم، هل سنُرحم في يوم من الأيام من هذا النظام؟ اتمنى ذلك.