
بدأت شركة آبل خطوات جديدة نحو تعزيز تقنياتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أفادت تقارير موثوقة أن الشركة تدرس داخليًا الاستحواذ على Perplexity AI، وهي شركة ناشئة متخصصة في تقديم محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي التفاعلي هذه الخطوة إن تمت، قد تعيد تشكيل تجربة البحث بالكامل على أجهزة آبل مثل الآيفون والماك، وتقلل اعتماد الشركة على Google.
من هي شركة Perplexity AI؟
Perplexity AI هي شركة تقنية ناشئة تأسست في عام 2022، وقد حققت شهرة سريعة بفضل تقديمها لمحرك بحث يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يختلف هذا المحرك عن محركات البحث التقليدية، حيث يقدم إجابات مباشرة على الأسئلة بأسلوب حواري، ويرفقها بمصادر موثوقة، ما يجعل تجربة البحث أكثر دقة وشفافية.
- تستخدم Perplexity نماذج لغوية ضخمة مثل GPT-4، Claude، Gemini.
- تستقبل المنصة حاليًا أكثر من 30 مليون استعلام بحث يوميًا.
- أطلقت مؤخرًا مساعدًا صوتيًا على iOS وخدمة Perplexity Labs لإنشاء تقارير متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
اقرأ ايضًا: كيفية كتابة أوامر Perplexity بفعالية للحصول على إجابات دقيقة
لماذا تهتم آبل بالاستحواذ على Perplexity AI؟
انخفاض استخدام Google في Safari
خلال الأشهر الأخيرة، شهد محرك البحث Google انخفاضًا ملحوظًا في عدد عمليات البحث التي تتم من خلال متصفح Safari على أجهزة آبل، وهو أمر يحدث لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، يعود هذا التراجع إلى تحول المستخدمين نحو استخدام أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة على استفساراتهم بدلًا من البحث التقليدي.
محاولة تقليل الاعتماد على Google
تحصل آبل على حوالي 20 مليار دولار سنويًا من Google مقابل جعل محرك البحث الخاص بها الخيار الافتراضي على أجهزة آيفون. ومع ذلك، يبدو أن آبل تفكر بجدية في تقليل هذا الاعتماد، خصوصًا في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي.
دعم رؤية “Apple Intelligence”
آبل كشفت في WWDC 2024 عن استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي تحت مسمى Apple Intelligence، لكنها ما زالت متأخرة نسبيًا عن منافسيها مثل مايكروسوفت وسامسونج ودمج تقنية مثل Perplexity في أنظمتها قد يمنحها دفعة قوية في هذا المجال.
اقرأ ايضًا: ملخص مؤتمر أبل WWDC 2025 | تحديثات ضخمة لـ iPadOS وتصميم جديد مثير للجدل
قامت Perplexity AI بجمع تمويلات مؤخراً رفعت تقييمها إلى حوالي 14 مليار دولار، في حال قررت آبل الاستحواذ الكامل عليها، فستكون هذه الصفقة من أكبر الاستحواذات في تاريخ الشركة، متجاوزة حتى صفقة شراء Beats أو Shazam من حيث القيمة، لكن هذا الرقم المرتفع يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت آبل مستعدة لدفع هذا المبلغ، خصوصًا أنها عادة ما تتجنب الاستحواذات الكبرى وتركز على التطوير الداخلي.
التحديات التي قد تواجه آبل
بالرغم من الفوائد المحتملة، فإن صفقة مثل هذه تحمل معها عددًا من التحديات:
- تم اتهام Perplexity سابقًا بسرقة محتوى من مواقع إخبارية ونشره دون إذن، ما قد يعرّض آبل لمخاطر قانونية إذا تمت عملية الاستحواذ.
- دمج نظام بحث خارجي مع منظومة Apple المعروفة بحرصها على الخصوصية والأمان سيكون تحديًا كبيرًا.
- هذه الخطوة قد تؤثر على العلاقة طويلة الأمد بين آبل وجوجل، وربما تدفع Google إلى تقديم عروض أقوى لتحافظ على موقعها في أجهزة آبل.
من المنافسين أيضًا؟
- ميتا (Facebook) كانت مهتمة أيضًا بشراء Perplexity، لكن الصفقة لم تتم.
- سامسونج بدأت بالفعل باستخدام Perplexity في هواتفها كمساعد بحث ذكي.
- موتورولا أطلقت ميزة “Moto AI” المعتمدة على Perplexity في بعض هواتفها الجديدة.
هذه التحركات تؤكد أن مستقبل البحث لم يعد حكراً على Google، وأن الذكاء الاصطناعي التفاعلي قد يصبح هو الأساس في السنوات القادمة.
ما الذي يمكن أن تتغيره آبل لو تمت الصفقة؟
- تحسين نتائج البحث في Safari لتصبح أكثر تفاعلاً وذكاءً.
- تطوير Siri وتحويله إلى مساعد حقيقي يعتمد على الفهم العميق للسياق.
- بناء منظومة بحث داخلية خاصة بآبل، تتماشى مع سياساتها في الخصوصية والأمان.
- دخول قوي في سوق الذكاء الاصطناعي والمنافسة مع جوجل ومايكروسوفت.
الحديث عن الاستحواذ على Perplexity AI قد لا يزال في مراحله المبكرة، لكنه يعكس اتجاهًا واضحًا من شركة آبل نحو تبني الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من تجربتها للمستخدم، الصفقة إن تمت قد تحدث ثورة في طريقة تفاعلنا مع البحث على أجهزة iPhone وMac، وتضع آبل في موقع أقوى لمنافسة جوجل في واحد من أهم مجالات التقنية اليوم.